في الذكرى الثالثة عشرة لغزو ‫العراق (هل تعلمنا الدرس؟)

10689676_761574217242475_6881979295876455820_n
في الذكرى الثالثة عشرة لغزو ‫العراق (هل تعلمنا الدرس؟)
كتب || محمد عطاالله التميمي
عندما كنت طفلاً صغيراً لم أتعدى بعد ال14 ربيعاً سمعت في نشرات الأخبار عن نوايا الولايات المتحدة لإحتلال العراق والهدف المعلن “نشر الديمقراطية”، سألت معلمي انذاك كيف لمحتلٍ أن ينشر الديمقراطية بالطائرات والقذائف والصواريخ
وقبل كل ذلك حصار وتجويع الأبرياء والمدنيين؟؟ لم يجب المعلم على السؤال، ربما لكي يترك للأيام المجال للإجابة على تساؤلي!
مرت الأيام … وعرفت بعضاً من تفاصيل الإجابة، حينما فهمت أن الديمقراطية التي أراد الغرباء نشرها في العراق تتجسد في تمكين أنفسهم أولاً من سرقة مقدرات هذا البلد، والهيمنة على سيادته ثانياً، ومن ثم تركه ضعيفاً هزيلاً ولقمةً سائغة للحشرات والطفيليات بعد ذلك”.
وها هي إفرازات ديمقراطية الأمريكان وحلفائهم قد ظهرت وبشكل واضح من خلال داعش وأخواتها، والتي لم ينحصر إرهابها وبشاعة سلوكها في العراق وحسب، بل إمتدت إلى
مختلف بلدان المنطقة، ناهيك عن حكوماتٍ هزيلة متعاقبة ولا قيمة لها في البلاد.
وبكل أسف لم نتعلم كعرب من درس العراق، أو حتى من الدرس الفلسطيني الذي سبق ذلك بكثير، ومضينا قُدماً في تدمير بلداننا بأيدينا، ضمن حالة صراعٍ وتناحرٍ مقيت على الحكم والسلطة، بين أنظمة عفنة مهترئة من جهة، ومعارضة مفككة عشوائية
لم تحمل يوماً هموم شعوبها بقدرٍ من الوحدة والتماسك أو الواقعية السياسية والنضالية، فأصبحت هي أيضاً مع الوقت أدواتٍ للإستعمار إلى جانب تلك الأنظمة، لينتقل التنافس لاحقاً بين مختلف الأطراف من إرضاء الشعوب إلى إرضاء الإمبريالية وأعداء الأمة، وكل ذلك على حساب عذابات والام شعوبنا العربية المسكينة.
لك الله يا عراقنا، ويا شامنا، ويا قدسنا ويمننا، ولكِ الله يا مِصرنا، ويا أرض مختارنا، لك الله يا وطننا العربي، والخزي لمن لا تعلمه الدروس، ولمن لا يرضى غير الهزيمة والمهانة.

 

أضف تعليق